الأسرة والمجتمع

ماالذي قد يحدث حين ينام أحد الزوجين وهو غاضب؟!

ولأن النوم وقت الراحة واستعادة الطاقة للجسم للاستيقاظ بإنتعاش ونشاط فإن عمقه قد يتأثر بحالتك النفسية ومزاجك قبلها، وحالتك النفسية بالطبع ستتأثر بالخلافات التي قد تحدث بينك وبين الشريك، لذا فإن الذهاب إلى النوم وأحدكما غاضب له عواقب مختلفة:




سيضيف الطوب الى الجدار أي سيبني حاجزًا بين الطرفين، ويصبح الخلاف والجدال بينهما أكبر والتحدث بشكل طبيعي أقل، وقد ينتقل أحدهما للنوم على الأريكة ليدخلوا في دوامة خلاف لا تنتهي.
من الصعب أن تبدأ يوما منعشًا وصحيًا بعد النوم وأنت غاضب لأن الكلام اللطيف يساعد ويبني الشعور بالأمل بعكس الخلافات أو الغضب.

قلة النوم تؤذي الصحة، فالغضب لا يؤذيك فقط نفسيا ولكن حتى جسديا فجودة النوم تؤثر على صحة الجسم ومناعته أيضا.

الذهاب إلى الفراش غاضبا لا يقتل المزاج فقط، ولكن حدوثه وتكراره يخلق نمطا غير صحي للعلاقة الجنسية بين الشريكين.

لامبالاتك سترسل رسائل الى الشريك بأن علاقتكما مبنية على التحدي والفوز بالجدال لأنك لم تحاول التواصل معه أو انهاء الصراع بينكما قبل النوم.

كما أن نصيحة “لا تذهب الى النوم وأنت غاضب” لاقت تأييدا ودعما من الأبحاث أيضا.

فقد وجد الباحثون أن الرجال الذين شملتهم الدراسة كانوا أقل قدرة على قمع الذاكرة السلبية بعد نومهم مما كانت عليه قبل أن ينام، ففي الاحوال العادية  يساعد النوم على معالجة معلومات اليوم وتخزينها في ذاكرة الاشخاص، ويشير الاكتشاف الجديد أن هذه العملية تقوم بترسيخ الذكريات أثناء النوم أيضا  وتصعب قمع الذكريات السلبية التي لا يرغب الاشخاص بتذكرها.

كما تشير النتائج الى ضرورة حل الخلافات قبل الذهاب الى النوم وعدم النوم وأنت غاضب أو حتى ترك الشريك ينام وهو غاضب، وهذا ماقاله Yunzhe Liu

 

ففي هذه الدراسة، طلب الباحثون من 73 رجلا في انجلترا النظر في 26 صورة محايدة لوجوه ناس، مما يعني أنها لم تكن مرتبطة بمشاعر ايجابية أو سلبية، ولكن كانت كل من  هذه الصور المحايدة تقترن مع صورة مزعجة، مثل صورة الجثث، أو بكاء الأطفال والمصابين، وبهذه الطريقة ربط الرجال كل وجه مع الصورة المزعجة.

وبعد فترة وجيزة، أظهر الباحثون لـ المشاركين بعض صور  الوجوه مرة أخرى وطلب منهم محاولة قمع، أو نسيان ذكرياتهم لـ الصور المقلقة المرتبطة بها على وجه التحديد، كان 9 في المئة من الناس أقل قدرة على تذكر الصور المزعجة مقارنة مع الصور الأخرى، وكرر الباحثون مهمة قمع الذاكرة في اليوم التالي بعد أن نام المشاركون في الليل، ووجدوا هذه المرة أن المشاركين واجهوا صعوبة في نسيان الصور المزعجة التي يتم إرفاقها مع الوجوه ووجد 3٪ فقط أقل عرضة لتذكر الصور المزعجة مقارنة مع الصور الأخرى التي أظهرها الباحثون للرجال أثناء اختبار اداء ذاكرتهم.

 

وقال الباحثون ان هذه النتائج تشير إلى أن النوم قد يجعل نسيان الأحداث أو الاشياء السيئة التي لا تود تذكرها صعبًا، فقد تفحص الباحثون أيضا أدمغة الناس أثناء مهمة قمع الذاكرة، ومقارنة نشاط دماغ المشاركين عندما حاولوا قمع الذاكرة السلبية قبل أن ينام مع النشاط الذاكرة قمعها بعد نومهم.

فوجدوا الفرق:

عندما طلب من الرجال قمع ذاكرتهم عن الصورة السلبية قبل أن يناموا كان- مركز الذاكرة في الدماغ – هو الجزء المسؤول في هذه العملية، ولكن بعد أن حصل الرجال على النوم ليلا، فإن مناطق أخرى من الدماغ نشطت أيضا، وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر الاتصالات.

و هذا الاكتشاف الأخير قد يساعد في فهم بعض الحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، حين لا يستطيع الاشخاص قمع أو تخطي الذكريات المؤلمة.

وقد أجريت هذه الدراسة على الرجال فقط، وقالت ليو أنها تعتقد بأن آليات قمع الذاكرة قبل وبعد النوم  تعمل بنفس الطريقة في النساء، ولكن قد نكون بحاجة لمزيد من الدراسات.

المصدر

المصدر




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *