موضة و ازياء

خمسيني الهوى ..

شيب 

من اعلى رفوف  المكتبة سقط الكتاب من يدي سهواً




وإذ  رجل ينحني ويمد الكتاب لي ..و لم أخذه من يداه وقعت عيني على ملامحه الشائبة، ذقنهُ الممتلئ بالشيب، اخذ يقرأ عنوان الكتاب وعاد يسأل : ما به الواقع ؟ لتعبثي مع الخيال 

لما أنتي صامته وكأنك قصة من أركان المكتبة ؟

-عينيك هي الخيال .. عينيك التي لم أراها من قبل 

قلت : ما به واقعك لتعيشي في الخيال ؟

-نحن لا نصنعه ونؤمن به ولكن من هواياتي الإبحار في الخيال

: جميل الخيال

-أعيش الزمنين

: تقصدين زمن الخمسين .. جميل وثري

-ثري بالحكمة والتجارب العميقة ..حدثني عن خمسيناتك كيف تقضيها

: قل من يفهمهُ ويستمتع به

أحب الحياة والصداقة والجمال الهادي  

-ومالحياة بالنسبة  لك ؟

: امرأة اوقعت الكتاب من فوق راسي

-وما الصداقة ؟

: ارتباط معنوي وروحي

-وما الجمال ؟

:على طبق من الأدب والمحبة والاحترام .. لا يرى الرجل جمال مثل المرأة

-أنت نعم أنت ….  وما أنت ؟

:خمسيني الهوى

أحب السيجارة والموسيقى الهادئة

-ولما  المرأة علقتها من ضمن الحياة ؟

:هي محور الحياة .. لاشك

-ليس مستغرب من رجل يعشق الهدوء .. والهدوء هي موسيقى من لحن الطبيعة

 أنت  لازلت تقتلني بصرير صمتك وهدوئك الحاد

: أقرأ افكارك ..!

-افكاري ملتوية

:لا بل متوازنة

-صدقني سوف تغرق بها

: تحبين القراءة ؟

-جداُ

تحبين اللغة العربية ؟

-جداُ ولكن ..

: ماذا !

-أسئت لها حين جردتها من  الحركات

:متمردة أنتي  .!

-لغتي الارقام واستعبدت الحروف لقلمي

متمردة تحت السطور ..

:تكتبين !!

-إن كنت تلبس منظرة .. نعم أكتب بدون تكلف

تنشرين

أم لنفسك

-إذن الاجابة : للاثنين والثالثة  لأجلك

لن تأخذ مني باطل أعدك

ستأخذ مني ما يريدهُ هدوؤك .. عدتك

:ماذا تريدين من رجل خمسيني ، وأنتي في عمر الزهور !

-سيدي إن الأرواح لا تُقاس  بالأعمار.. إنظر إلي قلبي وعقلي شاب ولم يشب شعر راسي 

:ولماذا شاب ؟

-من ما أهوى …

:ماذا هويتِ

-إن شيبك يعاكسني … لأكتب عنه

:مغرمة بكبير السن

سبقني الإمام الشافعي وأجاب في بيت شعرهُ ” مَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ”

:بالمناسبة .. أنوثتك طاغية

-ترفض الواقع

لذلك اعتزل الواقع واعيش في اسطح الخيال

:ستغرقين بي

-أجيد السباحة ولكن فيك أغرق

:مالذي يرضي جموحك ؟

-لا شيء يُعد أو يُذكر ..

:معي يعد ويذكر

-لا أعبث في الارقام  مع انها تخصصي .. لعبتي هي الحروف

:وكيف وقتك ؟

-ملاحظة ياسيدي ساعتي بلا عقارب لا دقائق ولا ثواني

: أعيد ترتيبها

-قلت بلا عقارب تحطمت .

: لهفتك جميلة .. أتجدين العزف؟

-أعوذ بك من علم لا ينفع

أتعلم يا خمسيني  ما لعزف الحلال ،الذي لا يكسب  العازف ولا المستمعي أثم

 العزف على الاجساد .. والعزف على الاجساد مُتعة

:توافقت رؤانا

-أنت خدعة الخيال، خمسيني و انثى  في اواخر العشرينات

:أريدك فعلاً

تسترجعي شبابي الفاخر.. بنكهة خمسينية

-أني أتاملها بالخمسة والصفر

:تأملي جيداُ إذاُ خمسة والصفر وعمرك أنقص شيء كثير من عمري

.. فالكتاب الذي أوقعه القدر من يديك هو أحد مؤلفاتي

أني ثائر أمام  أنوثتك إني استعيد شبابي يا آنستي .. فقد استسلمت لـحبكٍ.

بقلم .. norashanar@




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *