صحة ورشاقة

عثمان الحاج : التوتر والقلق النفسي

عثمان الحاج

الدكتور: عثمان الحاج




إستشاري الأمراض النفسية

اعداد وتقديم : تركية الخطيب

السؤال : بماذا يعرّف التوتر والقلق ؟ و هل هناك فرق بينهما ؟
الاجابة : التوتر والقلق النفسي هما أعراض لحالات مرضية لا تحتاج إلى تشخيص طبي ويشعر بهما المريض في شكل أحاسيس داخلية غير مريحة. والقلق هو إحساس داخلي ناتج عن الخوف من وقوع شيء على وشك الحدوث أو سيتم حدوثه مستقبلاً. وقد يكون القلق طبيعي نتيجة مشاكل يواجهها الشخص كالتي تواجه الطالب في فترة الاختبارات وهذا أمر طبيعي وقد يفيد الشخص لإتمام أعماله. أو قد تكون زيادة القلق حالة مرضية لا تتناسب مع الأحداث ومثال على ذلك حالة القلق المرضي الخوف من الفقر أو المرض عند شخص وضعه المادي أو الصحي جيد. أما التوتر فهو حالة قلق يصاحبها اضطراب حركي وغالباً ما يكون أشد من حالات القلق.

السؤال : ما هي الأعراض ؟
الاجابة : للقلق أعراض كثيرة و معظمها جسدي مما يجعل المصاب بالقلق يظن أن ما يشعر به هو مرض عضوي (جسدي). وفي حال الإصابة يظهر لدى المصاب بعض الأعراض التالية:  
التعب والإرهاق و التأهب (الشعور بأن مكروهاً سوف يحدث) والتوتر وعدم القدرة على تحمل الآخرين وفي أحيان أخرى فقد الأعصاب والغضب الشديد عند الانزعاج حتى من الأمور الصغيرة. كما يظهر أعراض كضعف التركيز و الدوخة أو الدوار و اضطراب النوم والأحلام المزعجة (الكوابيس) وجفاف الفم وصعوبة البلع والشد العضلي و آلام في العضلات والرعشة و التعرق الزائد
وصعوبة أخذ النفس و سرعة التنفس و الغثيان والإسهال وكثرة الغازات والمشاكل الجنسية و ازدياد ضربات القلب .

السؤال : ما هي مسببات التوتر والقلق ؟
الاجابة : أسباب القلق والتوتر قد تكون طبيعية عندما تحدث نتيجة وجود مشكلة ما في حياة الإنسان كالشخص الذي ينتظر نتائج تحاليل طبية وقد يكون في حالة قلق وهذا أمر طبيعي. أما القلق المرضي فهو الشعور بعدم الوصول إلى المطار في الوقت المحدد أو القلق أثناء انتظار المولود الجديد.
وهناك أسباب مرضية للقلق والتوتر وهي كثيرة ومنها أسباب عضوية كفرط نشاط الغدة الدرقية أو نقص السكر وكذلك الإفراط في استخدام المنبهات، أو كنتيجة سلبية لتعاطي المخدرات والكحوليات والحبوب المنبهة (الكابتاجون) أو كعرض انسحابي من المخدرات أو قد يكون ناتج عن استعمال بعض العقاقير الطبية مثال على ذلك (Ventolir) المستخدم لعلاج الربو.
وهناك أسباب نفسية للقلق والتوتر كثيرة جداً وأستطيع القول أن أي مرض نفسي قد يصاحبه حالة من القلق والتوتر مثل الاكتئاب وحالات الهلع و الفصام و اضطراب الوجدان والهوس إلى آخره. كما يحدث أيضاً القلق والتوتر لأسباب كثيرة كزيادة نسبة الأدرينالين في الجسم.

السؤال : ما هي نسبة انتشاره عالمياً ؟ و هل للمناخ تأثير على ذلك ؟
الاجابة : القلق لا يمثل تشخيص مرضي بل عرض لمرض وبناءاً على سبب القلق يتم تحديد نسبة الانتشار لذلك لا أستطيع تحديد نسبة انتشار القلق كعرض ولكن أسبابه يمكن تحديد نسبتها في المجتمع. كما يوجد هناك اختلاف في عادات الناس بكل دولة من الدول وهي أن تحدد نسبة القلق هناك فمثلاً البلد الذي تنتشر فيه نسبة المخدرات تكون نسبة القلق والأمراض النفسية الأخرى أعلى من بلد نسبة التعاطي فيه أقل.
كما للمناخ تأثير على القلق وبالتأكيد زيادة درجات الحرارة وذلك لحدوث التغيرات الفسيولوجية في الجسم وقد تؤدي إلى حالة من التوتر وهو شيء طبيعي ولا يمثل حالة مرضية وكذلك الإجهاد والتعب وقلة النوم
ولكن تأثير التغير المناخي على الشخص يختلف بين الناس ويعتمد على حالة الشخص النفسية والعضوية وكذلك قدرته على التكيف مع الضغوط النفسية فالإنسان المكتئب أو الذي يعاني من حالة قلق مرضي أو لديه مشكلة في تعاطي المخدرات أو لديه مشاكل في شخصيته يتفاعل سلبياً مع تغيرات المناخ أكثر من الشخص الطبيعي.

السؤال : هل تصاب به النساء أكثر من الرجال ؟
الإجابة : القلق عرض مرضي لأسباب كثيرة جداً لا يمكن حصرها وأسبابه وشيوع السبب عند الرجال والنساء هو الذي يجيب على هذا السؤال ولكن لو ذكرت حالة القلق المصاحبة للاكتئاب والقلق العام فهي أكثر انتشارا عند النساء ولكن القلق الناتج عن تعاطي المخدرات مرضي أكثر عند الرجال.
في حالات مرضية تتساوى نسبة القلق عند الرجال والنساء كالوسواس القهري وحالة الفصام واضطراب الوجدان ثاني القطب.

السؤال : هل يمكن للأطفال دون السابعة الإصابة بالتوتر ؟
الإجابة : حالات القلق والتوتر النفسي تحدث في كل الأعمار.

السؤال : هل يعتبر التوتر والقلق مرضاً وراثياً ؟ وهل من الممكن أن يكون مزمناً ؟
الإجابة : التوتر والقلق من أكثر الأمراض النفسية التي يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً جداً في اكتسابها. فالأشخاص الذين لديهم قريب مثل (الأب والأم والأخت) مصاب بالقلق يكون عرضه لأمراض القلق أكثر من غيرهم. والعامل الوراثي يجعل الشخص له استعداد للإصابة بالمرض ولكن يحتاج إلى تغيرات بيئية لإظهارها. والعوامل البيئية كثيرة جداً وعادة تبدأ في بداية حياة الإنسان ، فالطفل الذي يعيش في جو عائلي غير مستقر يكون معرض بدرجة كبيرة للأمراض النفسية في جو أسري مستقر.

السؤال : هل ترتبط الإصابة به ببعض الأمراض المزمنة كالسكري ؟
الإجابة : الأمراض النفسية بصورة عامة ترتبط وبقوة بالأمراض العضوية نتيجة للتغيرات الفسيولوجية المصاحبة ومن ضمنها القلق ، فعند زيادة الأدرينالين والكورتيوزن تؤدي إلى زيادة السكر والضغط والإصابة بأمراض القلب. ونسبة كبيرة من المصابين بالقولون العصبي لديهم حالة قلق وتوتر مستمرين لذلك عند التعامل مع الأمراض العضوية كالسكر والضغط وأمراض القلب وغيرها لابد من التأكد من عدم وجود أمراض نفسية مصاحبة ، لان إهمال الحالة النفسية وعدم علاجها يؤدي إلى عدم الاستفادة من العلاج العضوي بصورة شاملة بالإضافة إلى المضاعفات العضوية والإجتماعية الناتجة من القلق والتوتر المرضي.

السؤال : يقال بأن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بالتوتر، ما صحة ذلك ؟
الاجابة : الإجابة على هذا السؤال تعتمد على الأسباب التي تدفع الشخص للتدخين . فكثير من المدخنين يستخدمون التدخين كوسيلة لتقليل حالة القلق والتوتر التي تنتابهم. وكذلك القلق ينتج أيضاً عند انخفاض نسبة النيكوتين في الدم وقد يستمر لأسابيع.

السؤال : هل تساعد الرياضة في علاج التوتر والقلق أو التخفيف منه ؟
الاجابة : الرياضة هي الحل المناسب لكل الأمراض العضوية والنفسية ومن ضمنها التوتر و الاكتئاب والقلق وأمراض السكر والضغط والسمنة إذا تم إجرائها بانتظام.

السؤال : متى يجب على المصاب بالقلق و التوتر استشارة الطبيب ؟
الاجابة : يجب على المصاب بالقلق و التوتر استشارة الطبيب حينما يشعر بأن حالة القلق والتوتر بدأت تؤثر بصورة سلبية على حياته والشعور بعدم القدرة على التوقف عن التفكير السلبي. بالإضافة إلى حدوث نوبات غضب سريع لأتفه الأسباب ، أو يعاني من حالة أرق مستمر أو شد عضلي ، ولا يستطيع الاسترخاء وفي هذه الحالة تكون المشكلة مرضية تستوجب زيارة استشاري أمراض نفسية لعلاجها وتفادي المشاكل العضوية والاجتماعية إذا تركت بدون علاج.

السؤال : كيف يتم تشخيصه في العيادة ؟
الاجابة : التشخيص يعتمد على أخذ التاريخ المرضي وبالتفصيل فمثلاً متى بدأ القلق وشدة القلق وتأثيره على حياة الشخص ، وكذلك نحاول أن نتوصل إلى أسبابه ، فقد يحتاج المريض إجراء تحاليل طبية إذا كان السبب عضوي نتيجة لتعاطي المخدرات. وقد تحتاج بعض الإصابات إلى أخذ التاريخ المرضي من شخص قريب من المريض للتوصل وتأكيد التشخيص.

السؤال : كيف يمكن علاج التوتر و القلق ؟
الاجابة : علاج القلق والتوتر يعتمد على السبب المؤدي للقلق سواء كان عضوي أو نفسي. وعلاج الإدمان يؤدي إلى علاج القلق. أما بالنسبة للأسباب النفسية فيتم علاجها بعدة طرق قد يكون دوائي أو علاج سلوكي أو نفسي.

السؤال : ما هي إمكانيات مجموعة الحبيب الطبية في هذا المجال ؟
الاجابة : مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تتميز بأنها منشأة متكاملة باختصاصاتها وإمكانياتها الطبية وهذا يساعد في سرعة التوصل للتشخيص السليم ومن ثم علاجه وكذلك وجود استشاريين للطب النفسي من حملة الشهادات الأوروبية والأمريكية يجعل علاج حالات القلق المرضي سهلاً بأذن الله.

 




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *