موضة و ازياء

نوايا الأزياء الخفية..

نوايا الأزياء الخفية..

يحدث أن يطرأ في بالك أحد فيم تتسوقين بحثا عن فستان يناسبك أو حذاء أو حقيبة، بسرعة تلتقطين صورة للمنتج وتبعثينها لأختك في الواتساب: “صح هذي القطعة تصلح لفلانة؟” قد يتكرر الموقف كثيرا علينا، لكن دعونا نتوقف عندها..




لماذا نتذكر فلانة تحديدا دون أخرى؟ دون نفسك ربما؟ هل لأنك تحبينها أو أنها مقربة منك جدا؟ لا ليس شرطا، فأحيانا قد لا يتبادر علينا هذا الشعور مع أقرب الأقربين..

لكن السر أن هناك أشخاص صنعوا لأنفسهم صورة معينة أو ثيم معين في أزيائهم، بحيث يُعرفون بها وتعرف أزيائهم بهم..

أحيانا ليس شرطا أن يكون زي يرتديه، حتى أكلات ميعنة أو ألوان مفضلة أو رموز وموسيقى..

كيف يمكن لهؤلاء أن يكونوا رموزا لأشياء معينة؟  لماذا اختاروها ؟ وهل لنا نحن رموز معينة يتذكرنا بها الناس؟

في معرض الكتاب الأخير، وفي إحدى الندوات، ظهر رجل ستيني من بين الحضور، يرتدي قميص أبيض مخطط باللون الأحمر، وربطة عنق حمراء، نظارة سوداء بخيط أحمر، وقبعة شتوية حمراء أيضا، كان شكله غريبا ومستنكرا جدا من قبل كل الناس، فمظهر سعودي كبير في السن في معرض كتاب يرتدي بدلة؟ عوضا عن كونها حمراء؟.. لكن فكرته انكشفت حين تحدث في مداخلة له عن الخطوط الحمراء التي يصنعها المجتمع والتي تمنعه من اشاراته الخضراء المشروعة له، وأن كل مايركز عليه الناس هو الخط الأحمر.

ملابسه الغريبة الأطوار لم تعد غريبة فقط بل صار لها معنى يرمز اليه بفكرته وينشره بها.. هذا الرجل ألهم الكثيرين من الناس وأدهشهم وأثار فضولهم للفكرة الي يؤمن بها..

لكن هل علينا أن نحمل فكرة كبيرة مثل هذه كي نصبح رموزا يشار الينا بالبنان؟ بالطبع نحن لا نرمي الى تحقيق الذات واثبات الوجود من خلال المظهر، لأن هذه فكرة صبيانية جدا ويصعب تصديقها.. لكن ماذا لو كان في اختيارنا لملابسنا معنى خاص بنا؟، ربما لن يلحظه الناس مباشرة لكن مع الوقت سينطبع المعنى في ذهنهم ..

هذا الموضوع يقودنا الى أسئلة عن معنى الألوان في أعلام الدول وأزياءهم.. لماذا لون العلم السعودي أخضر؟ لماذا العلم الصيني أحمر بنجوم صفراء؟ ولماذا جزر القمر علمها بهذا الشكل وهذه الالوان؟

 ماذا عن الأزياء في البلدان، لماذا لون الشماغ السعودي أحمر؟ والفلسطيني أسود؟ واليمني يكون بألوان عدة؟ هل هناك معنى محدد؟ لماذا ترتدي المرأة السعودية العباءة السوداء في بلدها وتلبسها ملونة في أخرى؟ هناك أسباب تاريخية ودينية وسياسية ترمز من خلال الازياء وألوانها..

لكن لأن لكل فرد منا معنى فريد ورسالة خاصة يريدها من حياته، عليه أن يكوّن رمزه الخاص وألوانه التي يختارها لنفسه، الصحابي الجليل أبو دجانة رضي الله عنه كان يضع عصبة حمراء يلفها على رأسه حين يهم في عمل شيء جدي ويحتاج الى قوة وجهد كبيرين فتشجعه وتعينه على القوة حتى ان الجميع يسمونها “عصبة الموت”

في التعاليم الهندية، هناك معنى لكل لون، يؤثر في صاحبه ومن حوله. ومن خلاله يتم العلاج بالألوان السبعة، البنفسجي والسماوي والأزرق الغامق والأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر، وهناك دراسات علمية بحته في علم النفس تتخذ الألوان في دراساتها بشكل أساسي، ابحثوا عن معانيها وستندهشون حقا..




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *