موضة و ازياء

من تيد: مودل تتكلم عن ما خلف صورها

 

 من يختار شكلا لي؟
من يختار شكلا لي؟

هذا المساء، فيم كنت أشاهد محاضرة TED بعنوان  Looks aren’t everything. Believe me, I’m a model.
لمتحدثة اسمها”Cameron Russell”  وهي عارضة أزياء شهيرة جدا. عندما وقفت على المسرح بفستانها الضيق الذي يظهر تفاصيل جسدها المثالي جدا، أخبرتنا أنها تعمل منذ ١٠سنوات في دور الأزياء، أخذت تنوره “بتصميم روب” طويلة قليلا حتى منتصف ساقها وسترة بكم طويل ولفتها على خصرها أمام الجمهور فوق فستانها، هكذا كما يليق بمتحدث على مسرح TED العالمي..

أخذت تحكي عن بداياتها في الأزياء، كانت تقول أن الصورة لها تأثير قوي جدا على الجمهور، لكنها غالبا ما تكون مفرطة في السطحية.. فالفتاة المثيرة جدا التي أكونها في صورة دعائية لمنتج ما، وحين أكون مرتدية لأشباه الملابس وأرتب شعري بصفصفات مجنونة وأتباهى بماكياج مخملي مرسوم على وجهي، هذا كله ليس أنا!




فانا الحقيقية ليست مجرد بناء يمكن لأي مصمم أزياء أن يحدد تفاصيله أو يسهل لمصور أن يجعلني أبدو على طبيعتي حين يضطرني  للقفز والركض ٤٠٠ الى ٥٠٠ مرة كي يصل الى صورة يمكنه فيها تغطية الاصطناع والبلاستيكية  اللذان يغرقني بهما المصمم،، ففي هذه الصورة مثلا التي اظهر فيها فيم يعانقني فيها جسد رجل لا اعرفه، كنت في تلك الفترة لا املك حبيب أو حتى أي شعور أو رغبة بالحب..

أخذت تعرض صور طبيعية  لها قبل أن تذهب لدار الأزياء بملابس عادية جدا ووجه طبيعي أو اقرب إلى أن يكون باهتا،

أن تكوني عارضة أزياء، شيء جيد، لكنه سيكلفك أن تصابي بالقلق والهلع الدائم، على مظهرك خوف أن

يكون هناك شيء ما غير مكتمل، فأنا اعتدت دائما أن أكون مهووسة بالكمال.

كانت تحكي أيضا عن النسبة العالية للأطفال في أمريكا من الذين لا يحبون أجسادهم ولا أشكالهم.

وأن التوق الشديد لما يعرض في الإعلانات والدعايات شيء يسبب ذلك الإحباط ويزيد منه. إضافة إلى الضغط الهائل من دعايات البيتزا بأطراف الجبن الذائبة والباستا الإيطالية وأجنحة الدجاج الشهية ودعايات جالكسي الأزلية.

مقاييس الجمال لدى الناس تتحدد بمايعرض أمامهم، على المانيكانات وعلى عارضي الأزياء،

حتى أنه تدريجيا صار يصعب على الإنسان أن يحدد مايحبه ومايناسبه فعلا، ليس لأنه لا توجد خيارات أمامه، لكن لأنه فقد قدرته على الاختيار!  وتحديدا فقدان القدرة على الإختيار هو مايحتم على المجتمعات التبعية و والتقليد وتمييع القوة الفردية في المجتمع.. ومع أن كل الدعايات تسوق لفكرة الفرادة وتوهمنا بأن من يرتدي هذا اللون أو هذا التصميم هو فريد الا أنها تحديدا هي مايجعلنا تابعين بصورة تثير القلق على نحو أبعاد مجتمعية ونفسية وسياسية غير مضمونة.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *