سعوديات

فتاة تائبة من الانحرافات: تشدد أسرتي قادني إلى العلاقات المشبوهة

فتاة تائبة من الانحرافات: تشدد أسرتي قادني إلى العلاقات المشبوهة

أنثى/ وسيلة الحلبي




العلاقة بين الوالدين والأبناء لابد أن يكون فيها نوعا من الليونة والمراقبة الواعية وأن لا يستبد الوالدين في علاقتهما مع الأبناء حتى لا ينحرفوا ،، ولا بد أن تكون العلاقة بين الأم والبنات علاقة تفاهم وصداقة أيضا ،، فنتيجة تشدد الأسرة عاشت أسماء تجربة قاسية ترويها لنا فتقول والدموع في عينيها لم تعلم أسرتي أن قسوة معاملتهم ستهوي بي في براثن العلاقات المشبوهة، فقد فقدت حنان والدي وتقديرهما لي، وفقدت ثقتي بنفسي، وعشت فترة من الزمن وحيدة لا يملأ وحدتي غير الدموع، وتوضح أسماء أنها ابنة وحيدة بين ثلاثة ذكور، وحاصلة على شهادة الثانوية العامة وقد حرمها والداها من الاختلاط بصديقاتها، وحرموها من الهاتف والإنترنت، فشعرت بعد ذلك  أنها فتاة لا قيمة لها، ومن هنا بدأت طريق الانحراف، فراحت تبحث عمن يسمعها واستطاعت أن تحصل على جوال وتعرفت على شابين وأصبحت تتواصل مع كل واحد منهما بشكل مستقل، فوجدت في كل منهما مجالاً للفضفضة والسماع للشكوى، حتى تعلقت بوجودهما في حياتها، خاصة أنها وجدت من يسمعها.

فأحست بسعادة غامرة، ونسيت البكاء، حتى أدمنت تلك العلاقات التي ظنتها «حباً طاهراً»! والتي أوهمتها بالسعادة.وبعد ذلك بفترة بسيطة بدأ أحدهما يقنعها بمقابلته ولم تنسى صدمتها تجاه ذلك الطلب، ولكن تحت إلحاح منه رضخت لطلبه والتقت به عدة مرات حتى أصبحت هي  من تطلب ذلك بل تجرأت وطلبت مقابلة الشخص الآخر.

وذات مرة طلب منها أحدهما صوراً لها وبالفعل وافقت وأرسلت الصور واحدة تلو الأخرى دون أي اعترض وبقيت في تلك العلاقات ما يقارب الثلاث سنوات،وهي توهم نفسها بسعادتها بذلك الحب الذي كاد أن يدمرها لولا لطف الله بها، حيث تسربت صورها بطريقة لا تعلمها لتصل لأيدي شباب آخرين، فقد استيقظت في يوم من الأيام على صوت رسالة من رقم لا تعرفه تحمل بداخلها أنواعا من التهديدات، وكانت تجهل مصدر تلك الرسائل فتجاهلتها ولكن صاحبها عاد ليهددها بلهجة أقوى بسبب تلفظها عليه، وبدأت أرقام كثيرة تتصل بها وتهددها، ثم أخبرها أحدهم بأنه سحب جميع الصور الخاصة بها من جوال ذلك الشخص الذي أحبته ووثقت به فصدمت كثيرا وانكسر قلبها  وتضيف  أسماء  ودموعها لم تفارقها أبدا فتقول اتصلت بالشخص الذي تربطني به علاقة منذ ثلاث سنوات لأجده يتهرب مني ولا يريد حل تلك المشكلة، مقدماً أعذاراً واهية، ونافياً أن يكون هو من أوصل تلك الصور بإرادته، وإنما تم استغفاله، ومحاولاً إقناعي بتجاهل ذلك الموضوع.

ففقدت أعصابها ودخلت في دوامة من البكاء والتوتر لا تعرف كيف تتصرف ولا تعلم ما هو مصيرها ، وندمت على كل لحظة ظنت فيها أنها سعيدة، وعلى كل ضحكة أو كلمة أو لقاء، وتضيف أسماء : وجدت نفسي اتصل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخبرتهم بكل شيء وأخذوا أرقام الشخص الذي كان يهددني، ولكنه لم يجب على اتصالاتهم، فلجأت لله وحده، سجدت بين يديه ورجته وتوسلت إليه بنية صادقة، لحل أزمتي ، وخلال شهر رمضان الماضي أغلقت ذلك الجوال وأعلنت توبتي من تلك العلاقات التي كادت أن تقضي على سمعة عائلة بأكملها، والتحقت بالداعيات وحلقات الذكر، فقربي من الله أراحني وأزال كل همّ كان في قلبي وتقول حرماني الحب جعلني لا أخشاهما أبداً، بل إنني كنت أجد الأمان بلقائهما ولكن كان يخالجني دائماً الخوف من الله سبحانه وتعالى والخوف أيضاً من أن نتعرض لحادث فأجلب الفضيحة لنفسي وأهلي وإخوتي، فقد كنت دائمة التفكير في هذا الأمر كيف سيكون مصير إخوتي أمام المجتمع.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *