سعوديات

هدايا العيد بين الزوجين تجعل العيد عيدين

هدايا العيد بين الزوجين تجعل العيد عيدين

أنثى / حوار وسيلة الحلبي




    تختلف أذواق الناس في اختيار هدية العيد سواء أكانت للأم أو للزوجة أو للأخت أو الابنة، وغالبا ما يكون اختيار الهدايا يعبر عن ذوق الأم, وأحيانا لم يسعف الوقت الأسرة لشراء الهدايا فتكتفي بتقديم مبلغا من المال نظير الهدية تقول ميرفت وليد خالد موظفة في أحد المستشفيات كان عندي رغبة جامحة أن أفاجئ زوجي بهدية مميزة بمناسبة العيد فاشتريت له هدية وغلفتها بشكل مشوِّق ، بعد أن انتهت من تعطير العلبة ، ووضعت كرتاً صغيراً مرسوماً عليه ورودا حمراء وقلبين أحمرين ، ثم بدأت تفكر كيف وأين تضع الهدية ؟ حتى قررت وضعها في “الدرج” الذي يحوي حاجيات زوجها كالعطر والساعة وأشياء أخرى بقيت أنتظر لحظة مفاجأة زوجي بهدية  مميزة لي ، فيما أخذت أفكر ماذا من الممكن أن يقدم لي هدية للعيد ؟ مرت الساعات بطيئة ليُشرق الصباح ، واكتشف زوجي الهدية المخبأة له ، لكنه أمام تلك المفاجأة والسعادة شعر بحرج بالغ ، فلم يتذكر أن يشتري هدية لي ، فتقدم وشكرني وأخرج مبلغاً من المال وقدمه لي كنوع من (العيدية) معتذراً أنه لم يجد الوقت الكافي ليشتري لي هدية  وتضيف ميرفت كنت أفضل  الهدية على المال يوم العيد، فعلى الرغم من أني  سعدت بالمال إلاّ أني كنت أتأمل بشيء آخر، بإحساس يقدم ، كنت أبحث عن شعور الحالة الحالمة التي أرغب أن تمنحني  إياها الهدية ، كنت أريد أن أعيش ذات الشعور الذي كان يمنحني  إياه قبل زواجنا ، حينما كان يشتري  لي هدية رائعة ويخبؤها  في سلال الزهور ثم يقدمها لي  كباقة زهور، كنت أكتشف بعد فتحها أنها تحمل “حكاية حُب.

وتقول الأستاذة لولوة اليوسف صاحبة مدرسة يعبِّر تقديم الهدية لأحد الزوجين وفي العيد تحديداً عن المحبة الكبيرة للطرف الآخر، كما أنها تًُعد سبباً لإعادة الحُب، وانتعاش الحياة الزوجية من جديد، إلاّ أنه من المهم أن لا ترتبط بشكل أو قيمة محددة، ويبقى انطباع المتلقي يختلف من شخص إلى آخر، فهناك من يحبذ فخامتها بعيداً عن المضمون، وهناك من يبحث عن معنى الهدية بعيداً عن قيمتها، ومهما كان نوعها لابد من ابتكار طرق لتقديمها، فهناك من الشخصيات من تحب الدهشة وعنصر المفاجئة، كما أن بعض الأزواج ينظر لتصرف محدد ليلة العيد بمثابة الهدية، وهناك من يعشق سماع كلمة واحدة تساوي في نظره العيد بأكمله.

وأما سماح نبيل معلمة فقالت  إن للهدية قيمة كبيرة سواء قدمت ليلة العيد أو في يوم العيد الأول لأنها تدل على حميمية الرباط الذي يجمع بين الزوجين، مبينةً أن هناك من الأزواج من يقدم الهدية ويشتريها، ولكنه يفعل ذلك تململاً لمجرد إسكات الزوجة التي قد تغضب حينما ترى أنه نسي الهدية ، دون أن يتنبه إلى القدر الذي تبذله بعض السيدات حتى تخص زوجها بهدية العيد، في الوقت الذي قد ينسى هو فعل ذلك، مضيفةً أن صديقتها التي قدم لها زوجها كسوة العيد فضلت أن تقتطع منها مبلغاً من المال حتى تشتري لزوجها هدية العيد، وحينما قدمتها اكتشفت أن زوجها لم يشتر لها شيئاً، بل ولم يتذكرها حتى بوردة ، لتشعر بالحزن الشديد ، مشيرةً إلى أنه حاول إقناعها أن ذلك لا يدل على الحب ، وأنه يكفي تقديرها ومعزتها لديه ، موضحةً أن الهدية مبادرة جميلة ، وعلى كلا الزوجين أن يهتم بها حتى إن لم تأخذ شكل المبالغة  لأنها تجدد العلاقة الزوجية ، وتمنحها الكثير من التفاعل والحيوية والفرح في يوم هو من أهم أيام الفرح بينما قالت رجاء عايدية متقاعدة مبكرا أنها حرصت على تقديم هدية مميزة وفاخرة لزوجها، حتى يشعر بمدى محبتها له ، إلاّ أنه مع مرور الوقت فقدت الاهتمام بذلك  بعد أن لاحظت أنه لم يقدم لها أي هدية ، مضيفةً أنها عندما سألته عن السبب قال: المحبة في القلب، وليست في كثرة الهدايا مشيرةً إلى أن تقديم الهدية في العيد حالة خاصة جداًّ، وعلى الطرفين أن يكونا دقيقين في إظهارها بشكل حميم وخاص لأن هناك بعض الحالات لتقديم الهدايا قد تؤثر سلباً على أحد الزوجين، وربما تسببت في تعكير صفو أجواء العيد، فينعكس الفرح إلى ترح ، ذاكرةً قصة شقيقتها التي لم يكن يهتم زوجها كثيراً في تقديم الهدية ، على الرغم من حرصها الشديد على تقديمها له، مبينةً أنه في أحد الأعياد طلبت من زوجها أن يشتري قهوة حتى تعدها لصباح العيد وبعد ساعتين أحضر الزوج كيس القهوة ووضعه في المطبخ ودخل إلى غرفته وكانت الزوجة مشغولة في تنظيف المنزل، وبعد ساعة تناولت الزوجة كيس القهوة لتفرغها في علبة ، فلاحظت وجود علبة صغيرة حمراء أدخلت يدها في كيس القهوة وفتحت العلبة الصغيرة فوجدت خاتما نسائياً صغيراً، فذهبت تسأل زوجها الذي قال: نسيت، هذه هدية العيد لك ، حتى لا تقولي لم يشتر لي هدية ، نسيتها مع كيس القهوة، لتصاب شقيقتها بإحباط شديد وحزن كبير في ليلة العيد. أما الأخصائية الاجتماعية فاطمة السلوم فقالت أنه لا يمكن الحكم على جميع الرجال أنهم غير محبي للهدية، أو  أنهم لا يولونها اهتماماً في تقديمها للمرأة ، ففي الوقت الذي يوجد هناك امرأة تحب الهدية ، في المقابل توجد امرأة أخرى لا تهتم كثيراً بالهدايا ، مضيفةً أن العيد هو فرح من عند الله ، والهدية فيه شيء جميل ، فالرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى التهادي وربطه بالتحاب.

وأضافت من الجميل أن يكون هناك في ليلة العيد تعبير عن الفرح بهدية ، مع ضرورة أن لا ترتبط بشكل أو قيمة محددة ، فيمكن أن تكون قلادة ، وممكن أن تكون قيمة مالية ، وذلك ما تعارف عليه الناس ، وربما تكون كلمة تقال، مضيفةً أن تقديم الهدية ومفهومها يتشكل قبل زواج الفرد من خلال بيئته وما أعتاد عليه حول الهدايا، مشيرةً إلى أن التنشئة الاجتماعية لها دور كبير في اهتمام الرجل أو المرأة بمفهوم الهدية وطرق تقديمها للطرف الآخر، مبينةً أن المتلقي للهدية يختلف انطباعه من شخص لآخر، فهناك من يحبذ فخامة الهدية والشكل الذي تقدم فيه بعيداً عن المضمون وتلك مشكلة، حيث لا يقبل بأي مستوى، بل يطمح لهدية محددة، وهناك من يبحث عن معنى الهدية بعيداً عن قيمتها، لافتةً إلى أن التنوع في الهدايا لابد أن يعتاد عليه الشريكان، حيث تواجه المرأة مشكلة في انتقاء الهدية؛ لأن الخيارات التي يمكن أن تقدم للرجل محدودة، في حين خيارات المرأة أكثر. وبينت أن طريقة الابتكار في تقديم الهدية في العيد يعود إلى الشخصية التي ستُقدم لها، فهناك من الشخصيات من تحب الدهشة وعنصر المفاجئة، والبعض لا يعنيه ذلك، مؤكدةً على أن هناك هدايا محسوسة بعيدة عن الهدايا المادية، فهناك من يعتبر تصرفاً محدداً ليلة العيد بمثابة هدية للعيد وهناك من يسمع كلمة هي تعتبر هدية للعيد . وعن تأثير الهدية قالت السلوم إن الهدية لها تأثيراً كبيراً، فهي تعمق الشعور بالفرح، وما يدل على ذلك وجود الكثير من الهدايا التي قدمت إلينا في الطفولة ومازالت في ذاكرتنا حتى الآن.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *