سعوديات

المرأة وتحقيق الموازنة بين البيت والعمل

المرأة وتحقيق الموازنة بين البيت والعمل

تحقيق / وسيلة الحلبي




كثيرا ما تحسد المرأة العاملة من قبل بعض النساء الماكثات بالبيت بسبب خروجها يوميا واستقلاليتها المادية غير أنهن لا يريين الجانب المظلم من يوميات المرأة العاملة التي يتوجب عليها أن تكون عاملة مثالية بمقر عملها وربّة بيت من الدرجة الأولى وأمّا صالحة غير أن الواقع ليس دائما ورديا بالنسبة للمرأة العاملة التي تجد نفسها مجبرة على العمل داخل البيت وخارجه بالإضافة إلى الاهتمام بتربية الأطفال ولا زال موضوع خروج المرأة للعمل وكيف توازن بين بيتها وعملها يسود المجتمعات العربية فهناك من يعتبر أن خروج المرأة للعمل هو خروج عن تعاليم الدين وهناك من يؤيد خروجها للعمل واعتبار أن العمل مؤثر أصيل في تنمية شخصية المرأة وحصولها على حقوقها الضائعة واحتلالها لمكانتها اللائقة عدا عن أن المرأة العاملة  تواجه تحديا كبيرا لأن عليها أن توازن بين عملها ومنزلها بحيث لا تقصر في أي منهما، ولتحقيق هذا التوازن يحتاج الامر الى عزيمة وتنظيم للوقت. خاصة أنه لابد على الأم  العاملة أن تقضى وقتًا كافيًا مع أبنائها لتراعيهم وتلاحظهم وتمنحهم الشعور بالأمان وأنهم مقدمون على عملها مهما كانت أهميته لينشأوا بنفسيه سوية وعقل راجح.ولابد أن تدرك المرأة أن مسؤوليتها الأولى التي ستسأل عنها بين يدي رب العالمين هي دورها كزوجة و كأم فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته  ،، حول اختيار المرأة للعمل وكيف توازن بين عملها ومسئوليتها كزوجة وأم كان لنا هذا الحوار

  • الأخصائية الاجتماعية فريال مكي كردي قالت حول هذا الموضوع :

يعتمد نجاح المرأة في الاختيار السليم حول اختيار المرأة للعمل وكيف توازن بين عملها ومسئوليتها كزوجة وأم على عدة عوامل يعتمد عليها نجاح الاختيار بين العمل أو القرار في البيت منها  طبيعة المرأة نفسها و قدرتها النفسية على تحمل الضغوط  . فالمرأة القوية نفسيا والتي تستطيع تحمل ضغوطات العمل بحيث لا ينعكس على حالتها النفسية داخل الأسرة غير المرأة التي ينعكس عملها على بيتها و على علاقتها بزوجها و أبنائها.  وننظر الى مدى وعي المرأة بدورها كزوجة و كأم . فالمرأة الواعية تماما بدورها الزوجي والتربوي تعي تماما مقومات العلاقة الزوجية الناجحة وتعي تماما مقومات التربية السليمة وأهدافها وسائل تحقيق هذه الأهداف.هذه المرأة قد تكون مدة بقائها في المنزل قصيرة و لكنها تكون فعالة و مؤثرة و مركزة غير المرأة الغير واعية التي تجلس الساعات الطوال في البيت بدون أن يكون لها دورا ايجابيا مع أبنائها.فهي مهملة في رعاية زوجها عاطفيا و نفسيا ومهملة في تربية أبنائها فتتركهم نهبا للتليفزيون والانترنت والعاب الفيديو وكل همها التليفزيون والتليفون والنوادي والأصدقاء .ومنها أيضا  معرفة طبيعة العمل نفسه و الهدف منه  . فالعمل الذي يستهلك وقتا و جهدا عصبيا و ذهنيا غير العمل الأقل جهدا ووقتا كما يختلف الهدف من العمل من امرأة إلى أخرى  . فمن النساء من ترى في العمل مجالا لإحراز النجاح و إفادة المجتمع فهي بعملها تحمل رسالة هي  امرأة لها طموحات تريد أن تحقق ذاتها وتخدم مجتمعها من خلال عمله  . وهناك من ترضى أن تكون مجرد موظفة قابعة خلف مكتب أو موظفة ثرثارة تجعل العمل وسيلة للتسلية بدل من قضاء أوقات مملة بالبيت  . ومن النساء من ترى العمل وسيلة لتحقيق الاستقلال المادي و الذي تشعر معه بالأمان من تقلبات الزمن  .

ومن النساء من تفضل القرار في البيت لأنها كسولة وبليدة فهي تريد من ينفق عليها دون تحمل أي مسؤولية  . ومنهن من تفضل البيت حتى تستطيع أن تقوم بواجباتها الزوجية على أكمل وجه ثم التفرغ لتربية أبنائها تربية صالحة  . ومنهن من تفضل البيت حتى تقوم بواجباتها الزوجية و التربوية و تتفرغ للعمل التطوعي و الخدمي . فالبقاء في البيت أو العمل ما هي إلا وسائل لتحقيق أهداف و ليست أهداف في حد ذاتها فلابد أن تحدد الهدف أولا كي تختار الوسيلة المناسبة لها وأهمس في أذن كل زوجة اختارت عن اقتناع أن تقر في بيت الزوجية ألا تتخذ هذا البقاء ذريعة لإهمال ذاتها بحجة التفرغ للبيت و الزوج والأبناء وان تحرص على تنمية ذاتها إيمانيا و عقليا و نفسيا و سلوكيا و جسديا بل لابد أن تضع لنفسها أهداف يمكن تحقيقها داخل بيتها ووسائل لتنمية شخصيتها و تنمية قدراتها و مهاراتها. و لا ينعكس اثر ذلك على المرأة فحسب بل على علاقتها بزوجها وأبنائها  فالرجل في معترك الحياة العملية تزداد اهتماماته و تزداد خبراته ومع إهمال الزوجة نفسها يحدث هذا فارقا عقليا و فكريا و ثقافيا قد يوجد نوعا من التباعد النفسي والفتور والصمت الزوجي

  • الموازنة بين البيت والعمل:

وللشق الثاني من السؤال وهو كيف توازن المرأة العاملة بين البيت والعمل تقول الأخصائية الاجتماعية فريال الكردي لابد أن تضع المرأة العاملة البيت والأسرة في الألولوية ثم العمل بشرط أن لا تهمل عملها لأنه أمانة ثانية على عاتقها أضافتها هي بنفسها عن رغبة منها ومن أجل تحقيق تنظيم  وتوازن جيد لابد أن تحدد المرأة العاملة  جميع الاشياء التى تريد القيام بها فى  كل يوم على حده لان هذا يساعدها على التوزيع الجيد للوقت على تلك المهام شاملة عملها واهتمامها بزوجها وأولادها وبيتها كذلك عليها أن تحدد الاشياء التى تضيع الوقت لتلغيها من يومها مثل المكالمات الهاتفية التى لا ضرورة لها ويمكنها تحديد وقت محدد لها عندما تفرغ من إتمام مهامها الأساسية.واذا كان على المرأة العاملة  القيام بعدد من الواجبات أو الأعمال الضرورية خارج المنزل  فلا تكدسها جميعها فى يوم واحد بل توزعها على الأيام وتحاول جعل المشاوير القريبة من بعضها فى نفس اليوم لتختصر الوقت وعليها اختيار الاوقات الغير مزدحمة للقيام بها.كما يمكن للمرأة العاملة تخصيص يومين في الأسبوع للقيام بالأعمال المنزلية حيث يمكنها الطهي لثلاثة أيام مثلا فى يوم واحد ونفس الأمر بالنسبة للغسيل أو تنظيف الشقة.ولابد أن تحصل على قسط وافر من النوم أثناء الليل حتى يتوافر لها النشاط اللازم لتأدية مهامها خلال اليوم بهمة ونشاط.وعليها أن تصنع صلات قوية مع أفراد العائله حتى يمكنها الحصول على المساعدة عندما تحتاجين اليها.ولابد من تخصيص بعض الوقت لنفسها لعمل الاشياء التى تحبها حتى تجدد من طاقتها الداخلية.وهنالك فئة من النساء من نجحن في التوفيق ما بين العمل في المنزل وخارجه لكن على حساب صحتهن واهتمامهن بأنفسهن، إذ تفكر فقط في ارضاء العائلة من زوج وأطفال وهنالك من فشلن في ذلك مما أدى إلى نشوب مشاكل جسيمة بالبيت ومع الزوج أساسا الذي يريد من زوجته أن تكون امرأة خارقة، إذ يطلب منها أن تساعده في تحمل نفقات البيت. ومن جهة أخرى، يطالبها بأداء كل الواجبات على أكمل وجه دون مد يد العون لها

  • المستشارةالأسرية سارة الخريجي

وحول الأبناء وأين تتركهم المرأة العاملة وهي مطمئنة وخاصة في ظل مشاكل الخادمات تقول المستشارة الأسرية سارة الخريجي تضطر المرأة العاملة الى ترك أبنائها فترة قد تطول أو تقصر حسب مدة الدوام الرسمي أو المهمات والانتدابات وغيرها فالبقاء مع المربيات و الخادمات غير مأمون العواقب أما مع وجود الرفقة الصالحة المأمونة للطفل يمنحه العناية المادية و المعنوية المطلوبة يصبح القرار أسهل   فأطفال ما قبل سن المدرسة يحتاجون إلى عناية فائقة أكثر من الأطفال الأكبر سنا  و الأطفال الذين يتحملون المسؤولية أثناء غياب الأم غير الأطفال عديمي المسؤولية و الأبناء ذوى الاحتياجات الخاصة غير الأبناء الطبيعيين لذلك لابد من توافر حضانات تعي دورها التربوي أو حتى مؤسسات رياضية و ترفيهية موثوق فيها و التي تساعد الأم و تكون مكملا لدورها على أن تكون خاصة يقوم بها رجال الأعمال أو سيدات الأعمال ، أو تكون مرفقة بجهة العمل سواء كانت حكومية أو خاصة مما يجعل المرأة العاملة تقوم بعملها وهي مطمئنة على أبنائها بعيدا عن غدر الخادمات وبذلك يتطور الأبناء فكريا يوما بعد يوم و يتعلمون مهارات و يكتسبون معارف لابد أن تكون الأم على وعى بها حتى تكون دوما أهلا لاحترامهم تقديرهم و حتى تكون دوما في محل ثقتهم فيها

  • الزوج وتفهمه لعمل زوجته

وحول تفهم الزوج لعمل زوجته العاملة تقول المستشارة الأسرية سارة الخريجي

 لا بد من معرفة مدى تفهم الزوج لعملها و مدى رغبته و اقتناعه ثم مدى وعيه بدوره الأبوي والأسري  . فهناك بعض الرجال من لا يقبل عمل زوجته بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى  و هناك من يسمح لزوجته بالعمل بشرط ألا يؤثر على البيت و الأولاد  . و هناك بعض الرجال من يسمح لزوجته بالعمل حتى تساعده في مصاريف البيت لان دخله وحده لا يكفى  . و هناك من يسمح لزوجته بالعمل لأنه مقتنع أن زوجته لابد أن تحقق ذاتها و تثبت نجاحها و تؤدى رسالتها المجتمعية في موقعها ايا كانت  . لذلك لابد من مشاركة الزوج في تحمل المسؤولية التربوية والأسرية فالزوج المشارك في تحمل المسؤولية التربوية يختلف عن الزوج الذي يلقى بالمسؤولية كلها على عاتق الأم وأقول للرجال أنه يتوجب عليهم مساعدة زوجاتهم في البيت وتفهمهم للتعب الذي تعاني منه ومد يد العون ولو بأبسط الأمور كالاعتناء بالابناء مثلا أو وضع المائدة فلا عيب في ذلك إذ ان سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) كان في خدمة أهل بيته.

  • و بعـــــــــــد

وفي النهاية أجمعت الأخصائية الاجتماعية فريال مكي كردي والمستشارة الأسرية سارة الخريجي بألا تهمل دورها الاجتماعي و دورها الإصلاحي في محيط مجتمعها فالمشاركة في الجمعيات التطوعية والأعمال الخيرية بما لا يتعارض مع متطلبات البيت و الذي يعتبر احد الوسائل الفعالة لانجاز رسالتها وإثبات ذاتها

وأنه يمكن  لها أيضا أن تمارس عملا وهي بالمنزل و لا تحتاج إلى كثرة الخروج كأعمال التطريز و الخياطة والتسويق  أو الأعمال الأدبية أن كانت تملك الموهبة  أو الأعمال عن طريق الانترنت كتصميم المواقع و الترجمة إذا كان عملها خارج المنزل يؤثر تأثيرا سلبيا على بيتها وأسرتها.و ختاما فان نجاح المرأة في تحديد رسالتها و تحديد أهدافها ووضع أولوياتها هي الخطوة الأولى على طريق النجاح سواء كان في العمل أم داخل البيت .




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *