سعوديات

شبكة تواصل إجتماعي تجمع عربية مع عائلتها بعد فراق 45 عاماً !

شبكة تواصل إجتماعي تجمع عربية مع عائلتها بعد فراق 45 عاماً !
فيس بوك

أنثى / وسيلة الحلبي

لم تصدق السيدة بدرية نجاتبان “التميمي” المعروفة باسم زهراء، أنها قد عثرت أخيراً على عائلتها المفقودة، وأنها تستعيد شيئاً من لغتها الفارسية، وأنها تتحدث مع أخت لها اسمها شهناز، لم تكن تعرف أصلاً أنها موجودة. طوال ثلاثة أيام، ظلت دموع فرح بدرية تختلط مع تنحبات حزنها، فقد عرفت أن اثنين من إخوتها قد قتلا أثناء الحرب الإيرانية-العراقية، لكن بدرية ما تلبث أن تفرح مجدداً مع رنة هاتف جديدة من قريب أو قريبة لها، ظهر من العدم
كان ذلك في مكالمة هاتفية واحدة ، كانت كافية لإزالة جانب مظلم من حياة عائلة فلسطينية استمر قرابة خمسة وأربعين عاماً، وبداية القصة كانت في خمسينيات القرن الماضي، عندما أوصلت مسيرة البحث عن لقمة العيش الشاب الفلسطيني حسني الأشقر إلى بلدة عبادان الإيرانية على الحدود مع العراق، حيث عمل حسني في البلدة ميكانيكي سيارات، وتزوج من فتاة عربية إيرانية اسمها بدرية. بعد نحو عشرة أعوام من العمل المضني، قرر حسني العودة إلى دياره، فودعت بدرية أهلها وسارت مع زوجها برفقة طفلتين إلى الأراضي الفلسطينية. ومع قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، تقطعت كل أشكال اتصال بدرية مع أهلها، وتعقدت حتى صارت مستحيلة، ثم جاءت الحرب الإيرانية-العراقية، حيث دمرت أجزاء واسعة من بلدة عبادان الواقعة على الحدود، فقتل من أهلها من قتل، ونزح البقية إلى قرى أخرى في منطقة الأهواز داخل إيران، واختفت آثارهم وعناوينهم وتقطعت كل سبل الاتصال معهم.أوضح ذلك أحمد الأشقر ابن السيدة بدرية ” الذي كان هذا الأمر يمثل له وللعائلة غصة في قلوبهم جميعاً، وجانباً مظلماً من حياتهم ، فأشار أن أمه بقيت  طوال الخمسة والأربعين عاماً الماضية تحاول إخفاء حزنها الشديد على فقدان أهلها، وكان تحدياً قاسياً بالنسبة لي أن أحقق حلم أمي لاسيما أنها أصبحت في خريف عمرها لجأت إلى “فيسبوك”، وبدأت بإضافة أشخاص من بلدة عبادان الإيرانية وتكوين صداقات معهم ، وكنت استعين دائماً بحسي الأدبي، وأحكي قصة أمي الإنسانية وأهلها المفقودين ، حتى جمعتني الصدفة الإلكترونية بشاب من بلدة عبادان اسمه مسعود ، حيث أبدى مسعود اهتماماً كبيراً بقصة والدتي وعرض علي المساعدة في البحث عن العائلة المفقودة.
ويضيف أحمد أن الدليل الوحيد الملموس الذي تمت عملية البحث المضنية بناء عليه، كان عقد الزواج لبدرية وحسني، حيث حمل مسعود عقد الزواج ، وبدأ البحث من شارع إلى شارع، عن طرف خيط قد يوصل إلى عائلة بدرية، لكن الحرب التي غيرت كل المعالم وأسماء الشوارع في بلدة عبادان جعلت من مهمة مسعود الإنسانية ، مهمة شبه مستحيلة ، غير أن مسعود لم ييأس حتى التقى أخيراً بشخص عمل مع حسني الأشقر في نفس ورشة الميكانيك، ودله على بلدة أخرى اسمها معشور، قد تكون عائلة بدرية قد لجأت إليها. من بلدة معشور وردت أول مكالمة هاتفية تصل حبل رحم ظل مقطوعاً طوال 45 عاماً ، لم يصدق أحمد أن مهمته في إسعاد أمه قد نجحت ، دقائق معدودة ، حتى كانت بدرية تتكلم بلكنة اختلطت بين الفارسية والعربية مع أختها شهناز، وأخيها مجيد.أقارب بدرية، أو زهراء كما يحلو لعائلتها تسميتها، أصيبوا بنفس ذات الصدمة التي تهز المشاعر، فالفتاة التي خرجت مع زوجها قبل 45 عاماً، وظنوا أنها قد اختفت للأبد، ها هي تظهر في مدينة فلسطينية وقد أصبحت جدة لخمسة وثلاثين حفيداً، منهم الطبيب والمهندس.







اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *