منوعات

قالت (لا) فتغير تاريخ أمة

روزا باركس
روزا باركس

روزا باركس الأمريكية من أصل أفريقي هي واحده من أعظم 10 نساء في القرن العشرين حيث انها عملت ناشطة أمريكية للحقوق المدنية و أطلقوا عليها (السيدة الأولى في الحقوق المدنية)و (الأم للحركة من اجل الحرية)

ولدت باركس في عام 1913 في صحة غير جيدة, فكان لديها الالتهاب مزمن في اللوزتين, و عاشت و ترعرت في مزرعة (بالباين ليفل) خارج مونتغومري, اكتمل شقائها في الحياة بإنفصال والديها, فسكنت مع امها وجدتها وشقيقها الأصغر ودخلت مدرسة ريفية حتى الحادية من عمرها,  والتحقت بعد ذلك بالمدرسة الصناعية للبنات حيث حصلت على دورات أكاديمية, وأثناء تعليمها وممارستها للحياة اليومية, عانت باركس بين معاملة البيض والسود حتى في ابسط الأمور اليومية ومن حقوقها في المواصلات, فقدت كان على الأمريكي الأسود التنحي عن المقعد للبيض حتى لو كانت سيدة والأبيض ذكر, وحتى لو كانت ذو العرق الأسود معاق والأبيض في قمة صحته, في تفرقة عنصرية قذرة!




أيضاً كذلك اللوحات المعلقة على أبواب المحلات كتب عليها (ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود) فعرفت وأيقنت بأن البيض يرونهم مثل بقية الحيوانات!

تزوجت باركس من (ريمون) وهو عضو في مجموعة (NAACP) التي تعمل بجمع المال لدعم مجموعة من الرجال السود تم اتهامهم زورا بأنهم قاموا باغتصاب امرأتين بيض أطلق عليهم مجموعه (أولاد سكوتسبورو) وفي هذا الفترة عملت بعدة وظائف حتى حصلت على الثانوية في عام 1933, كانت واحدة من  (7%) من الأمريكيين ذو الأصول الإفريقية الذين يحصلون على دبلوم المدارس الثانوية, حيث كانت تعيش في ظل قوانين (جيم كرو) الصارمة ضد السود في الحياة السياسية, لكنها لم تتخلى عن حقها في التصويت بالأنتخابات فنجحت بالمحاولة الثالثة للتصويت بعد ان فشلت مرتين للحصول على حقها في التصويت.

التحقت كذالك بمجموعه (NAACP) الذي يعمل بها زوجها حيث انتخبوها سكرتيرية لرئيس المجموعة (ادقار نيكسون) فكانت تقول باركس أنها المرأة الوحيدة في الحركة آنذاك, فكثفت بعد ذالك نشاطها السياسي و حضرت الكثير من اللقاءات الجماهيرية التي تندد بعمليات القتل الوحشي للسود و نادت بمنع التفرقة العنصرية.

يوم, للتاريخ

زادت ثقتها بالمطالبة في حقها يوماً بعد يوم, حتى أتى اليوم الذي خطت به باركس توقيعها في صفحات التاريخ,  فقد  أبت ذلك اليوم بالتنحي عن مقعدها لرجل ابيض ورفضت اوامر سائق الحافلة لها في إنتهاك صارخ لقوانين البيض والسود, وسط شتائم وتعديات الركاب البيض مستنكرين تصرفها, فتم القبض عليها و تغريمها 14 دولار , فثار الأمريكان السود بمقاطعة وسائل المواصلات و ثارو للمطالبة بالحياه الكريمة و المعاملة الحسنة, حتى نصرتها المحكمة متأخرة, بالأفراج عنها بعد 381 يوما قضتها بالسجن! لكن النتائج لهذا التأخير أصبحت ملموسة, فقدت شهدت الإحتفالات ظهور نجم القسيس مارتن لوثر كينج وقاد المظاهرات الكبيرة, حتى فمنعت الكثير من الأعراف وأصبح للأسود حق عيش الحياة الكريمة كالأبيض بفضل الله ثم بفضل (لا) روزا باركس, وحينها أصبحت باركس رمزاً لحركة الحقوق المدنية, الا انها بعد القبض عليها فقدت هي وظيفتها وترك زوجها ايضاً عمله ولم يستطيعوا ايجاد عمل في مونتغومري، مع وجود خلافات من ادقار نيكسون وقادة مونتغومري, فانتقلت لديترويت في ولاية ميشيجان.

في عام1965 عملت كسكرتيرة و موظفة للاستقبال في مكتب الممثل الأمريكي من اصل إفريقي (جون كونيرز) في الكونجرس و ظلت في هذا المنصب حتى عام 1988 , هذه بخلاف عضويتها وخدماتها في مجلس المدافعون عن الأسرة في الاتحاد الأمريكي و استعادت قوتها في تلك الوظيفة بنا على مساهمتها السياسية والمدنية السابقة.

وفي عام 2005ماتت عن عمر يناهز 92 وهي نائمة في ظروف طبيعية بعد أن ساهمت في محو العنصرية من أمريكا (أكثر الدول المحاربة للعنصرية في الوقت الحالي) وبعد أن حازت على العديد من الجوائز و الأوسمة تكريما لنشاطها السياسي والمدني و كفاحها للحصول على الحرية والقضاء على التفرقة, وكان من أهمها الوسام الرئاسي للحرية, والوسام الذهبي للكونجرس, و تتعتبر تلك الأوسمة من أعلى تكريمات المدنية في البلاد.

الوسام الرئاسي الأمريكي للحرية

كما أحتفظ الأمريكان بالحافلة التى وقعت بها المشكلة في متحف هنرى فورد ..

الحافلة التي شهدت الحادثة الحقيقة لكلمة لا! في متحف هنري فورد في مدينه ديترويت

 تم عمل أفلام سينمائية ووثائقيه تحكي قصة روزا باركس الأنثى الذي أرتبط أسمها بعبارة أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا.

كُتب بواسطة:ساره التركي.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *