الحمل والطفلسعوديات

الخادمات ومشاكل لا تنتهي

الخادمات ومشاكل لا تنتهي

أنثى/ تحقيق/  وسيلة الحلبي




أصبحت مشاكل الخادمات في السعودية حديث المجتمع ، الأمر الذي أصبح يقلق الأسر والمسئولين، ولعل قصة الطفلة “تالا” كان لها الأثر في هز الشارع عن الواقع, ويتساءل الجميع الآن عن ماهية الحلول الواجب إتباعها لتجنب حدوث تلك الجرائم أو المشاكل عموماً، والتي أصبحت تمثل للمجتمع السعودي وخاصة ربات المنازل ضغطاً نفسياً، يخيفهم من اتخاذ قرار استخدام الخادمة.وإذا ما أردنا أن نتطرق إلى أبرز المشاكل التي واجهتها الأسرة السعودية من الخادمات وهي هروب العمالة المنزلية من البيت، إما بهدف سرقة الممتلكات الخاصة بأهل المنزل، أو الحصول على عمل آخر براتب أفضل، وبعيداً عن ضغوط مكاتب الاستقدام وضبط حرية الكفيل . وفي دراسة أجرتها أستاذة علم الاجتماع الجنائي المشاركة بجامعة الأميرة نورة، الدكتورة غادة الطريفي، بعنوان: “جرائم الخادمات بالمجتمع السعودي”، أشارت إلى أن نسبة عاملات المنازل اللاتي يحاولن التقرب من الزوج أو الزواج به 54.3%

حول هذا الموضوع كان لنا أكثر من لقاء .
تقول رجاء عايدية معلمة: “كان لدينا خادمة فلبينية تبلغ من العمر 19 عاماً، وكانت تكتب لأخي الأكبر رسائل غرامية، وعندما علمت أمي بالأمر واجهتها لكنها نفت، وفي اليوم التالي كنا بالجامعة وأبي كان خارج البلاد، فدخلت الخادمة على أمي غرفة النوم حاملة ساطوراً بيدها، لكن أمي دفعتها خارجاً، واتصلت بعمي فقمنا بعدها بترحيلها”.بينما تقص وفاء خالد مشرفة اجتماعية قصتها قائلة: “كان ابني يبلغ عاماً ونصف، وجاءت فترة كان كثير البكاء وكأنه يتألم من شيء، شككتُ في الخادمة فأوهمتها أني خارجة من المنزل لأعود بهدوء دون أن تشعر، وأجدها تقرص ابني في مناطق حساسة من جسده، وقتها قمت بضربها وركضت بولدي إلى الطبيب فتبين أنه يعاني من التهاب بسيط ، وقررت بعدها أن أكون أكثر رقابة على الخادمات”.أما أم وليد موظفة فقالت : قصصي مع الخادمات لا تنتهي، أذكر مرة كان لدينا ضيوف بالمنزل وخرج أبي من غرفته مسرعاً ناسياً باب الخزنة مفتوحاً، ليكتشف بعدها أن 5 آلاف ريال ناقصة من الخزنة، فأحضر الخادمة واستجوبها، فأنكرت فقمنا بتفتيشها ولم نجد شيئاً، وخاف والدي من أن تحقد على ظننا بها فقال لها أحضري ملابسك فنحن نستغني عن خدمتك، فأحضرت حقيبتها وكانت مصرّة على الذهاب للمستودع لكن والدي منعها، وبعد أن غادرت ذهبنا لتفتيش المستودع فوجدنا كيساً من القطيفة به المال وخاتم من الذهب وسلاسل وسبائك من الذهب سرقتها من بيوت ناس غيرنا”.وهناك طرق أخرى يقوم فيها الخدم باستغلال كبار السن، خصوصاً إذا كان الأبناء يعتمدون عليهم في الاعتناء بهم ورعايتهم والعيش معهم، فأصبح بعضهم يستغل كبر سنهم وضعفهم وحالة النسيان التي يعاني منها بعض من كبار السن لتحقيق وجني مصالحهم.

فتقول فوزية الهوساوي مديرة مدرسة “الخادمة كانت تنزعج من أمي الكبيرة في السن وتتململ من طلباتها، وفي يوم مرضت الوالدة، واكتشفت من التحاليل أنها كانت تعطيها جرعة كبيرة من الدواء حتى تتخلص منها”. ومن جهة أخرى ترى ثريا الزهراني موظفة حكومية أن القصص التي شاعت عن الخادمات مؤخراً ما هي إلا أحداث نادراً ما تحصل، فتقول: “الخادمة لديّ بالمنزل عاشت معنا 28 عاماً، وبالرغم من أنها لا تحمل الديانة نفسها إلا أنها كانت ترعى المنزل وأولادي الخمسة، ومع مرور السنين، أصبحت أجدها جزءاً من العائلة فهي تحزن لحزننا وتفرح لفرحنا”. أما أمل القرني معلمة : “إن ما يطرح من قصص ومشاكل في الإعلام لا فائدة منه، فمجتمعنا لا يمكن أن يستغني عن الخادمات، ومستحيل أن يقبلوا بالعربيات أو السعوديات عاملات في المنزل، فالعاملات الآسيويات عددهم بالملايين بالبلد، ونسبة ضئيلة منهم تعرضن لأصحاب المنزل، والمشكلة الحقيقية تكمن في ارتفاع رواتبهم، واستغلالهم لوضع الأسر اليوم”.، وتقول الدكتورة نادية نصير مستشارة تربوية ونفسية وأسرية : “في إحصائية عن الخادمات في المملكة العربية السعودية هناك 88% من البيوت السعودية لديها خادمة واحدة على الأقل، وأن 68,8% إندونيسيات والمملكة أكبر سوق لهن.

وأضافت: “نظراً لهذه الإحصائية يتضح أن اتجاهات الأسرة السعودية تغيرت نحو الخادمات، بحيث أصبحت من الحاجات الضرورية، وذلك بسبب ظروف الأسرة، من كثرة عدد أفرادها وخروج المرأة للعمل، وتأتي الضريبة التي يدفعها أغلب الأسر هي التأثير على أطفالنا من جميع النواحي النفسية والاجتماعية”. وقالت دراسة اجتماعية رسمية إن ما يقارب على مليونين من خادمات المنازل في دول الخليج العربية يمارسن أعمالهن دون غطاء قانوني، ويواجهن مشكلات متعددة في مقدمتها سوء المعاملة والانتهاكات الجنسية، إضافة الى عدم دفع الرواتب أو التأخر في دفعها.وذكرت دراسة أخرى أن 50% من الأطفال تقوم الخادمات بتربيتهم، في حين يتولين العناية بـ50% من الرضع لأسر سعودية. وفي المقابل فإن 68% من الخادمات اللاتي يتم استقدامهن للعمل في المنازل وتربية الأطفال تقل أعمارهن عن العشرين عاماً وغير جاهزات للعناية بالأطفال.وطبقاً لإحصائيات رسمية فإن عدد العمالة المنزلية في السعودية بنحو 1.2 مليون عامل وعاملة منزلية، ويبلغ حجم إنفاق السعوديين على عمالة المنازل نحو 28 مليار ريال، وفي الإمارات والكويت هناك خادمة واحدة لكل اثنين ممن ترعاهم، وهناك خادمة واحدة لكل عائلة في السعودية وعمان والبحرين.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *