منوعات

أنثى تتربع على عرش “الغرافيتي” في العالم

كلاوديا فالدة
كلاوديا فالدة

 الحسناء “كلاوديا فالدة” تعتبر أهم فنانة غرافيتي في العالم، و الغرافيتي هو الرسم على الجدران بأدوات الرش, كلاوديا تعتبر الغرافيتي فن حقيقي قدمت من أجله تضحيات كثيرة كي تتفرغ لممارسته, فهي تعيش باستمرار في الهواء الطلق رسامةً على الجدران في كل أنحاء العالم , وتبلغ كلاوديا من العمر 31 سنة، وفي الوسط الفني تلقب ب ” ماد. ك”. “ماد” تعني بالانجليزية : المجنونة  و ” ك” هو الحرف الأول من اسم كلاوديا، أي كلاوديا المجنونة. وهو اللقب الذي أطلق عليها منذ الطفولة، بسبب ولعها بالرسم على الجدران.

تشكل “ماد. ك” بمفردها مؤسسة في عالم الغرافيتي، فهي تعتبر الأفضل في هذا المجال، الذي يعد حكرا على الرجال, تسكن كلاوديا في قرية وتطل ورشتها الفنية على السكة الحديدية الرابطة بين برلين ولايبزيغ، وهي ورشة فنية يمكن أن ينطبق عليها أي شيء إلا صفة الجمال , تقول كلاوديا: ” نادرا ما أصطحب معي أحد الفنانين إلى هنا، لأني أعتبر هذا المكان فضائي الحميمي” , ترتدي كلاوديا دوماً ملابس بسيطة مكونة من سروال الجينز و “تيشرت” و حذاء رياضي، وتحرص على ربط شعرها البني الداكن على شكل ضفيرة, بالرغم  من إنها قصيرة و نحيفة إلا أنها مشحونة بطاقة كبيرة، فهي دائمة الترحال. تقول كلاوديا بهذا الصدد:”بين أسفاري الكثيرة أكون في البيت لمدة يوم أو يومين فقط”,ففي المدة الأخيرة قطعت كلاوديا خلال شهرين فقط مسافة 17ألف ميل جوا. تضيف كلاوديا:” لكن يأتي دائما الوقت الذي أشعر فيه أنني في حاجة إلى الراحة” لذلك فهي تقضي عطلتها في البيت، وتضيف: ” هنا يمكنني أن أستريح فعلا، أما المدن الكبرى فإنها دائما في متناولي” فهي ترسم على جدران مكسيكو وجدران روسيا مرورا بجدران لندن وبودابيست لذلك فهي تسافر كثيرا حول العالم، وهي بالمناسبة تستعمل اللغة الانجليزية كلغة عالمية في الفيسبوك وفي مدونتها الخاصة , وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى ضمن زوار مدونة كلاوديا، متبوعة ببريطانيا، ثم ألمانيا.




وبما أن الإشتغال في فن الغرافيتي لا يضمن للمرء عيشا كريما لذلك فالكثير من فناني الغرافيتي يهربون إلى وكالات الإعلان أو مكاتب التصميمات الفنية. وبذلك فإن هؤلاء يطبعون حياتنا اليومية كذلك, لكن كلاوديا لا تستطيع أن تتخيل نفسها في عمل ثابت، لذلك عليها أن توفق ما بين العمل في الشارع و الأروقة الفنية , تقضي كلاوديا 15 بالمئة من وقت عملها في أعمال مدفوعة الثمن، و 60 بالمئة من وقت عملها في رسم الجدران دون مقابل، و الربع المتبقي من وقتها تقضيه في رسم اللوحات، التي تحصل من خلالها على الجزء الأكبر من دخلها المادي , تريد كلاوديا أن تقوم بكل هذه الأشياء في وقت واحد وتقول:” أنا بالدرجة الأولى فنانة غرافيتي، لا أستطيع أن أتصور نفسي بعيدة عن الجدران، لأنها فضائي الأول”.غير بعيد عن ورشة كلاوديا الفنية ومرورا بالحقول وصلنا إلى العمل الفني الأكبر لها، إنه حائط بحجم ملعب كرة اليد، حيث اشتغلت كلاوديا على هذا الحائط لمدة أربعة شهور. لا تمتلك كلاوديا سببا محددا لولعها بهذا المجال الفني، وهي لحد الآن لا ترى نفسها جزءا من هذا المشهد الفني وإنما تعتبر نفسها متفرجة من الخارج، وتقول كلاوديا متحدثة عن حبها للغرافتي:” إنه مثل نار بداخلي، تحفزني وتدفعني دائما إلى الأمام”.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *